سر ظهور العذراء في ابو فانا و دير مواس و ملوى في المنيا
المقاول المتهم بقتل مسلم في دير ابو فانا يطلق شائعة ظهور العذراء في 3 مناطق ملتهبة بالمنيا

لوتس كيوان

يبدو أن الاقباط قرروا حل أزماتهم الطائفية المتوالية في عدد من مناطق المنيا الملتهبة هذه الايام بطريقتهم الخاصة والمعتادة .. باللجوء الى السيدة العذراء .. أو اعلان ظهور العذراء حول عدد من الكنائس .. ذلك الحل السحري الذي حدث للمرة الاولى في مصر عقب نكسة 67 على أعلى مستوى من التوافق بين البابا والرئيس حين اعترف كلاهما بهذا الظهور ..
هذا الاسبوع توالت شائعات ظهور العذراء في 3 مناطق شديدة الالتهاب والتوتر الطائفي في المنيا ، دير ابو فانا ، وعزبة خالد بمركز ملوى ، و نزلة البدرمان بمركز دير مواس ، التي شهدت مواجهات بين المسلمين و الاقباط الذين قالوا انهم تعرضوا لاعتداءات بسبب اعادة بناء منارة لكنيسة القرية في الاسبوعين الماضيين .
يحكي ابراهيم من أهالي قرية دير ابو فانا انه في يوم السبت الماضي كانت نساء عزبة النصارى التابعة لقرية بني خالد بمركز ملوى وإذ بضوء شديد يظهر على شكل حمامة عند الغروب ، أخذت تطوف حول منزله ثم تختفي وسط السحاب لينطلق خبر ظهور العذراء مع زغاريد نساء القرية قبل أن يسارع ابراهيم بابلاغ الاهالي ان العذراء ستظهر في نفس الليلة بالدير .
المفاجئ ان صاحب اطلاق الشائعة الاولى لظهور العذراء ” ابراهيم ” هو نفسه المقاول الذي اتهمته النيابة بقتل احد العربان في مواجهة دير ابو فانان قبل 3 اعوام .
أحد آباء دير ابو فانا قال لنا : ان شهود عيان ابلغوه بأن العذراء مريم ظهرت في شكل بقعة مضيئة تطوف فوق الكنيسة الاثرية وتختفي في السماء ويأتي بعدها حمامتان تطوفان حول هذا النور …
الطريف ان بعض الشباب القادمين الى دير ابو فانا من ملوى أشاعوا في نفس اليوم أنهم رأوا القديس ابو فانا جالسا الى جوارهم في السيارة الميكروباص ..
بعدها بأيام وفي قرية نزلة البدرمان بمركز دير مواس التابع لمحافظة المنيا ايضا انطلقت شائعة ظهور آخر للعذراء على شكل حمامة وهو ما دعا الاهالي من الاقباط والمسلمين للتجمع على أسطح المنازل لمشاهدة الحمامة المضيئة بعد أن أكد الكاهن أنه رآها بنفسه .
في حين سارع الانبا أغابيوس أسقف ابراشية دلجا و دير مواس لتأكيد الظاهرة دون استئذان المجمع المقدس كما تقت ي الترتيبات الكنسية بانتداب لجنة من الآباء الكهنة والاساقفة لتحري الحدث واعلن على عدد من المواقع القبطية على الانترنت أن ظهور العذراء في عدد من مناطق المنيا حقيقة اثبتتها روايات شهود العيان من الاقباط والمسلمين وأنه جاري توثيق هذه الشهادات مع ما يتوفر من صور ومواد فيلمية .
كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين يرى أن الظاهر الروحية مرتبطة بالثقافة السائدة في البلد وهي جزاء من الحل النفسي للضغوط الواقعة على الاقباط ولذلك نجدها في الاماكن الشعبية كما أنها لا تمثل أحد أركان الايمان المسيحي فنحن لا نؤمن اطلاقا بأن الظهورات جزء من صميم الايمان .
ويضيف زاخر : هناك مئات من علامات الاستفهام على هذه الظاهرة وانا اسأل : لماذا لا يتم حل مشاكل الاقباط بهذه الظهورات التي أراها أحد ىثار التراجع الديني والثقافي والروحي داخل الكنيسة بعد تفرغها للسياسة وفيما عدا ظهور العذراء في الزيتون لم يصدر بيان رسمي من الكنيسة يؤكد هذا الظهور ومن أجل ذلك نحن نقول أن التعليم الكنسي يحتاج لاعادة نظر والخطاب الديني المسيحي في حاجة الى تطوير ليعود مرة أخرى الى اصوله .
أما كمال بولس باسيلي رئيس جمعية الرباط الجديد فيقول : اعتقادي أن ظهورات العذراء أو ماري جرجس أو أحد القديسين موضوع شخصي جداً بمعنى أنهم يظهرون لأشخاص بعينهم لتقوية ايمانهم ودفعهم لمواجهة الحياة وانا شخصيا ذهبت ايام ظهورات العذراء بالزيتون في عام 68 بعد أن قالوا أن هناك حماما ابيض يطير فوق منارة الكنيسة ولكن لم أر شيئا .. ولا أعرف ما جدوى أن تظهر العذراء فقط في قرى وتجمعات مسيحية مؤمنة بها اصلا .. نحن في زمن تجاوز هذه الامور الروحية البحتة لأنه ليس هناك أي دلالة وأعتقد أن اعلان ظهورها الاخير في دير ابو فانا يرتبط بالازمة المستمرة حول الارض المجاورة لدير ابو فانا على مدار سنتين تقريباً ما بين المحافظ وهيئة الاثار و المجلس المحلي والكنيسة.
القس اكرام لمعي المتحدث باسم الكنيسة الانجيلية قال سمت عن الظهور الاخير في ابو فانا ومن الصعب ان اؤكد او انفي الآن حتى تشكل لجنة من الكنيسة لدراسة الظاهرة .
ويقول القص عبد المسيح بسيط ان الكنيسة اعترفت بثلاثة ظهورات للسيدة العذراء .. الاولى في عام 68 في كنيسة الزيتون وشاهدها حوالي 40 مليون نسمة من جميع انحاء العالم لانه استمرت ثلاث سنوات واعترف به البابا كيرلس في وقتها وتم تشكيل لجنة من الآباء الاساقفة تابعت الظهور وسألوا الحضور الذين شاهدوا ايضا وسجلوا ما شاهدوه وكانوا أول من شاهدوا التجلي في اسيوط هم عمال مسلمون يليها ظهور السيدة العذراء في كنيسة القديسة دميانة في شبرا عام 86 ثم ظهورها بكنيسة ماري مرقس في اسيوط والذي استمر ثلاثة شهور .
ويمضي بسيط في تأكيد هذه الظاهرة إلى حد القول : للأسف أن يهوذا عندما أنكر المسيح لم يصل الى الدرجة التي يصل اليها هؤلاء الناس والذين ينكرون ظهور العذراء كما أنكر المسيح .. وبعدين ايه دخل السياسة بظهور العذراء فهي لا تنتظر الظهور بقرار جمهوري .