السبت، 20 مارس 2010

مذبحة للأقباط في نجع حمادي بسبب اغتصاب فتاة مسلمة ... وأسقف الكنيسة يؤكد : حاولوا اغتيالي وشكراً للداخلية علي هديتها لنا في عيدنا

"صوت الأمة " 7يناير 2009



الأنبا كيرلس: لا صلح مع المسلمين بعد أن سال الدم وضاع الشباب المسيحي وجاءتني رسالة علي الموبايل تقول «الدور عليك»

هجوم منظم من مجهولين بالأسلحة الآلية في 3شوارع رئيسية عبر سيارات فيات وبيجو ونقل دون لوحات يسقط 26 قبطيا بين قتيل وجريح ومسلما واحدا كان يقف لحراسة الكنيسة ·
موريس صادق: نطالب المجتمع الدولي بانقاذ ملايين الاقباط في مصر من الإبادة الجماعية مثلما أنقذ دارفور

كتب:علاء الجمل

لوتس كيوان - نرمين القماح



في قلب لحظات الفرح.. ورفع الصلوات ابتهاجا بعيد الميلاد كان أقباط مصر علي موعد مع مذبحة..

مذبحة بشعة راح ضحيتها حسب الاحصاءات الأولية.. غالبا ما تصبح احصاءات أخيرة في مثل هذه الحوادث.. 6قتلي و19مصابا من الأقباط.. بينهم حارس كنيسة مسلم، اختار أن يكون شاهدا أخيرا علي شئ ما.

فبعد لحظات من انتهاء قداس عيد الميلاد بمطرانية نجع حمادي بمحافظة قنا، انطلقت حشود الأقباط إلي شوارع المدينة حتي تبدأ الاحتفلات بالعيد.. وما كادت تتجمع أمام أبواب الكنيسة، حتي انطلقت من جهة أخري رصاصات غادرة، قال شهود عيان إنها صدرت عن أسلحة آلية بيد مهاجمين مجهولين يستقلون سيارة فيات 132 زيتية اللون دون لوحات في شارع 30مارس.. في نفس اللحظة التي قال شهود آخرون إن السيارة هي بيجو، وأن مسرح إطلاق النار كان شارعا آخر تماما هو 15مايو.. بينما راح يؤكد آخرون أن الرصاص انطلق من سيارة ربع نقل مغطاة في شارع المحطة..

وبالجمع بين الروايات الثلاث.. وقفت أجهزة الأمن في ذهول.. وراح بعض مصادرها يؤكدون في أسف لـ«صوت الأمة» : إننا أمام هجوم «إرهابي» منظم.

فيما رجحت مصادر أمنية أن يكون الهجوم وراءه تنظيم معروف.. بينما راجت في اللحظات الأولي التي أعقبت الهجوم منتصف ليلة الخميس نظرية كون الحادث عملية انتقامية لفتاة فرشوط التي تعرضت لاغتصاب بشع علي يد شاب قبطي قبل شهر.. والتي أعقبتها أعمال انتقامية سابقة في قري أبو شوشة والعركي والشقيقي، تخللها إحراق وإتلاف منازل ومحلات مواطنين أقباط.

من جهة أخري ردد مراقبون أن الهجوم جاء ردا غير متوقع علي تصريحات البابا شنودة المفاجئة والصادمة مساء الثلاثاء لبرنامج «القاهرة اليوم» بأنه «لن يطالب القمص زكريا بطرس بالتوقف عن الاساءة للإسلام، إلا إذا توقف المسلمون عن الاساءة للمسيحية».. وهي التصريحات التي أصابت الدوائر الرسمية ومصادر شعبية علي الجانبين بالصدمة، بسبب تنصل البابا الطويل من «بطرس» المقيم خارج مصر، واعتباره خارجا عن طاعة البابا والكنيسة.

وفور وصول إشارة بالحادث إلي مديرية أمن قنا تحركت القيادات الأمنية وعلي رأسهم مدير الأمن واللواء محمد بدر رئيس البحث الجنائي وقيادات أمن الدولة بجنوب الصعيد لفرض حصار علي المنطقة بأكثر من ألف جندي أمن مركزي من فرقتي «القوات الخاصة» و «المطاردة» في محاولة لتعقب الجناة والقبض عليهم، وفي سبيل ذلك بدأت أجهزة الأمن في القبض علي كل من يشتبه به أو تصادف وجوده في مكان الحادث خاصة أن المعلومات الأولية عن الجناة تؤكد أنهم كانوا يستقلون سيارات دون لوحات أو دراجات بخارية بما يذكرنا بطريقة تنفيذ العمليات الارهابية ضد الأقباط والسياح الأجانب خلال سنوات التسعينيات.. والمثير للدهشة أنه رغم وجود 5 أبراج حراسة وثلاثة كمائن في محيط المطرانية إلا أن الجناة نجحوا في الفرار.

الانبا كيرلس أسقف نجع حمادي وأحد شهود العيان أكد أنه كان في طريقه إلي المطرانية عبر شارع بورسعيد بالقرب من ميدان بنك مصر الذي كان متكدسا بالسيارات فطلب من سائقه الدخول من طريق جانبي وقبل وصوله إلي المطرانية سمع إطلاق رصاص غزير من مدفع رشاش وخلال ثوان معدودة كان أمام باب المطرانية الخلفي ليجد أمامه مجموعة من الأقباط يهرولون إلي الخارج ناحية الباب الأمامي الذي سقط أمامه 17 قبطيا منهم 8 قتلي و9جرحي .. ومشيرا إلي أنه كان هدفا مؤكدا لهذا الهجوم.

وقال الأنبا كيرلس لـ«صوت الأمة»: أنا اللي كنت مستهدف من الهجوم بعد ما خلصنا قداس العيد واحنا خارجين من الكنيسة لقينا عربية بتزنق علينا وفي لحظة لقينا طلقات نارية خارجة من العربية وكانت موجهة ليا ولكن ربنا هو اللي بيحمي والشمعة لم تنته بعد ولذلك استطعت الهرب والشباب الذي كان حواليا بعضهم مات وبعضهم اصيب.

وأضاف: جاءني تهديد عبر رسالة SMS علي الموبايل منذ أيام من رقم لا أعرفه يقول نصها: «الدور عليك»

وأوضح أنهم كانوا يريدان قتله بسبب اغتصاب شاب قبطي لفتاة مسلمة ولم يكتفوا بحرق المحلات فقتلوا الأقباط ليلة العيد مضيفا: أصبح العقاب جماعيا الآن برغم أن الشاب المغتصب مقبوض عليه وهو ينتظر الحكم ورغم أني أبلغتهم بأن الصلح بعد التعويضات حيث بدأوا في صرف التعويضات وتم تعويض 20 شخصا ولكن في صباح الأربعاء تكلمنا مع المسئولين وقدمنا كشوف الخسائر للمرة المليون فاستجابوا لرفع التعويضات وصرفوا 20ألفا لحوالي 20شخصا آخرين.

ثم توقف قائلا: لكن الآن أصبح هناك قتل ودم وصلح إيه بقي اللي هنتكلم عليه.

وقد تم نقل المصابين وهم كيرلس نصري وشنودة شهدي ووجدي شنودة فتحي واسحاق عادل ورمسيس نجيب وجوزيف صموئيل ومايكل صلاح راشد إلي مستشفي نجع حمادي العام ومستشفي سوهاج الجامعي بالنسبة للحالات الخطرة بينما قامت النيابة بمعاينة جثث القتلي ونقلهم إلي المشرحة وهم بولا عاطف وبشوي فريد وأبانوب نشأت وأيمن زكريا ورفيق رفعت وليم وأبانوب كمال وأيمن حامد وهو أمين شرطة مسلم كان مكلفا بالحراسة وجثة أخري مجهولة الهوية وعلق الانبا كيرلس علي الحادث قائلا : المذبحة دي هدية من وزير الداخلية وضباطه إلي الأقباط في عيد الميلاد مشيرا إلي وجود تقصير أمني واضح وفاضح «كيرلس» انفرد بإذاعة نبأ نشوب مصادمات طائفية في أعقاب الهجوم بين المسلمين والاقباط في قرية «الرحمانية قبلي» إثر وصول نبأ الاعتداء علي المطرانية إلي أهالي القرية من الجانبين.

من ناحية أخري علمت «صوت الأمة» في معلومات لافتة أن أجهزة الأمن كانت قد شددت علي قساوسة مطرانية نجع حمادي بأن ينهوا داس العيد مبكرا قبل العاشرة مساء ما يؤكد ورود معلومات إلي الاجهزة الامنية باحتمالات المذبحة.

وقد نشرت أجهزة الأمن عدة كمائن بحث في محاولة منها للوصول إلي الجناة خاصة أن المذبحة تمت علي بعد 30 مترا من مقر مباحث أمن الدولة بنجع حمادي المواجه للمطرانية كما تعد المنطقة المجاورة للكنيسة مركز وجود وتجمع الأقباط الذين يملكون محلات الصاغة والملابس والانشطة الرئيسية والحيوية بالمدينة، تلك المنطقة التي استعانت وزارة الداخلية في سنوات المد الارهابي بالخارجين علي القانون وعلي رأسهم نوفل سعد ربيع الشهير بـ«خط الصعيد» لحمايتها.

وكانت نفس المنطقة المجاورة لمطرانية نجع حمادي شهدت صداما طائفيا عنيفا أثناء الانتخابات البرلمانية الماضية عقب اشتباك أنصار النائب عبد الرحيم الغول مع الاقباط الموالين لخصمه أحمد فخري قنديل مما نتج عند إصابة العديد من الجانبين وتدخلت المباحث وجهاز أمن الدولة للسيطرة علي الموقف.

فيما سارعت منظمات أقباط المهجر لاستغلال الحادث، وأصدرت الجمعية الوطنية القبطية الامريكية نعيا لمن وصفتهم بأنهم، شهداء مذبحة نجع حمادي وقال موريس صادق رئيس الجمعية في بيان له: نطالب المجتمع الدولي بإنقاذ 22مليون قبطي يتعرضون للإبادة مثل مواطني دارفور.. بينما أجري نادر فوزي رئيس منظمة مسيحيي الشرق الأوسط اتصالا بوزارة الخارجية الكندية وعدد من أعضاء البرلمان الكندي وطالبهم بإنقاذ أقباط مصر مما قال إنه «مذبحة جماعية»..




ليست هناك تعليقات: